الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

الى اي مدى ؟



كانت سمر وزوجها عصام وابناها محمد وسارة يتناولون طعام الغداء حين قالت سمر وهي تُوجه الكلام إلى زوجها وتنظر بطرفِ عينها إلى ابنها محمد
عصام: أتذكر اللعبة التي اشترتها أختك لابنها فادي منذ 3 أشهر حين كنا معا في السوق ...
ما تزال كما هي وكأنها اشترتها له البارحة
ثم تابعت ...
إن فادي ولد شاطر وحريص يحافظ على ألعابه
وهنا وضع ابنها محمد معلقته على الطاولة بشيء من العصبية
وقال بصوت مرتفع ...
إن فادي يملك عشرات اللعب ... 
ثم ارتفع صوته أكثر وقال...
 ثم إن فادي ليس ولد شاطر
فمعدله السنة الماضية كان60% فقط
وارجع الكرسي بقوة وقام دون أن يكمل طعامه وسط ذهول واستغراب سمر من تصرف ابنها غير الاعتيادي
وهنا ...
شردت سمر إلى البعيد ...
رجعت بها الذاكرة عشرات السنوات إلى الماضي
ثم توقفت وقالت في نفسها
يبدو أنني أعيد نفس الخطأ الذي كانت تقع فيه أمي
فهذه المقارنة اللعينة التي لطالما كرهتها ووعدت نفسي آلا أعامل أبنائي بنفس الأسلوب حين كانت تقارني بابنة خالي وتقل لي لماذا أنت لست مثلها ...
وتصفها بالفتاة المطيعة لامها, أما أنا فمتمردة وعنيدة
مع أنها كانت تقل في مستواها الدراسي عني بكثير
إلا أن أمي وقتها ... كانت تركز فقط على نصف الكأس الفارغ

مستحيل ... أنا لم أعامل ابني بنفس الأسلوب
ولم اعني أن ابن عمته أفضل منه
ولم أتحدث بشكل مباشر
لكن ابني ليس غبيا
انه ذكي جدا ويعلم تماما ما قصدته
وأنا بالفعل كنت أقارن

ثم قالت لنفسها وهي لا تزال شاردة
يا الإلهي ما الذي  افعله !!؟؟
لقد أحسست لوهلة أنني لست أنا
وان التي كانت تتكلم هي أمي مع القليل من التغير .


ثم توجهت سمر مرة أخرى إلى زوجها

في عينيها ألف سؤال وقالت له
يبدو أنني كنت قاسية في كلامي
فقال زوجها ... قاسية ! أنت قاسية!!؟؟
لا أبدا على العكس أنتي حنونة جدا مع الأولاد
ومحمد فعل ما فعله لأنه لم يرى منا سوى اللين
لو أننا نعامله بقسوة اكثر لما تجرأ على التحدث
معنا بهذه الطريقة
ثم قال بشيء من الحسرة
رحمة الله عليك يا والدي
كان شعارهُ في الحياة
أقسو على ابنك ... فيحنو  عليك

*************************


يا تُرى كم نحن مسكنون بعقدنا وماضينا؟
وما مقدار تأثير بيئتنا ومجتمعنا في تصرفاتنا؟
والى أي مدى نحن ظل لتربية أهلنا لنا؟
الى اي مدى نحن احرار من قيود تلك التربية التي تربينا عليها واثرت فينا وصقلت شخصيتنا وجعلتنا ما نحن عليه الان؟
وهل في كثير من تصرفاتنا نحن استنساخ  
لتصرفاتهم وافكارهم واساليبهم؟
هل فعلا " البنت بتطلع لامها " ؟؟؟
والابن " من شابه أباه فما ظلم" ؟؟؟

أم اننا مترددون تائهون بين ما تربينا وكبُرنا عليه
وبين ما نحن  ... مقتنعون به؟؟

                 أمل م.أ


الخميس، 15 سبتمبر 2011

سنقاوم لن نساوم




الم تدركوا بعد يا بني صهيون
أننا عهد الآباء والأجداد أبدا لن نخون
وارض الرِباط لم ولن يأتي يوما تهون
ومفتاح دارنا العتيقة سيبقى دوما مصون
والقدس مسرى النبي تسكن في العيون
نفتدي ذرة من ترابها بالمال بالروح والبنون
والصبي من أطفالنا يضاهي من جندكم مليون
لا يعرفون زُخرُف الحياة وزينتها ولها لا يهتمون
لأنهم تربوا منذ ولادتهم على أنهم يوما سيموتون
فنحن قوم نعشق الموت أكثر مما حياتكم تعشقون
نحن شعب جبارين ... لا نخشى ريب المنون
ولو قتلتمونا أو حاصرتمونا واكتظت السجون
سنقاوم ولن نساوم ... ومن يفعل منا ملعون

                   أمل م.أ









الخميس، 8 سبتمبر 2011

هل ... ساحفظ الدرس ؟؟؟




شديدة المرارة تلك اللحظة التي تكتشف فيها انك كنت ولفترة غير قصيرة مخدوعا
ترتمي في أحضان إنسان لتشتكي له همك وهو يتلذذ بحزنك ويتغذى على ألمك.

وتسال نفسك ذلك السؤال الذي لا إجابة واضحة لديك عنه
كيف لم انتبه؟
كيف لم اشعر يوما بهذا الكره الذي يغلف قلبه ؟!؟
كيف لم المح نظرة الخبث في عينيه ؟!؟
لم اشعر بهذا الحقد الذي يحمله !!
ألهذه الدرجة وصل بي العمى !؟
هل خبرتي في الناس معدومة بهذا القدر الكبير؟!؟
هل وصلت لهذا العمر وأنا لا استطيع إلى الآن تميز العدو من الصديق ؟!؟
الكاذب من الصادق , الطيب من الخبيث.

أم أنني كنت طوال الوقت أدرك في أعماقي الحقيقة
كنت اكتم وأتجاهل ذلك الصوت الذي طالما انذرني
كنت المح البغض في العيون فأكذب ناظري
وأطلق النار على أي أفكاري سيئة قد تراودني
وكبت أحاسيسي
ووئدت كل شكوكي.

ثم تتكاثر الأسئلة ؟؟
كيف أوهمت نفسي بصدقه
كيف استطعت أن اقنع نفسي أنه صديق لي
همي همه ,وحزني حزنه
وفرحي هو فرحة له
هل أواسي النفس فأقول إنها طيبة زائدة
أم اقسوا عليها فأقول انه غباء
هل العيب فيا أنا وعدم قدرتي على التميز
أم العيب فيه وفي قدرته المهولة على التمويه
قدرة عالية على الكذب والتلون
ليصبح الأسود ابيض ناصع 
والرمادي وردي بهي.

الآن وقد حدث ما حدث
المشكلة الأهم من كل ما سبق
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا
هل سأتعلم من خطئي
هل سأحفظ الدرس؟؟
هل سأصبح إنسان اقدر على كشف الغدر والزيف
أم ساجد نفسي بعد فترة حرفيا  في نفس الموقف
أتألم حسرة وندم بعد أن أكلت بالضبط  نفس الكف

                         أمل م.أ